تطرقنا في الدرس الماضية الى كون المسيح وسيط بين الإنسان والله وبين الله والإنسان. ووساطة المسيح هي بالحقيقة أحد وظائفه التي تصف عمله. السيد المسيح عمل ويعمل وسيعمل، بحسب وظائفه المختلفة. وظيفة المسيح الثلاثية هو مصطلح يُستعمل لوصف أعمال المسيح المختلفة كنبي وكاهن وملك. قبل أن ننسب كل وظيفة للمسيح وكيفية تحقيقه لها، لنتعرف سوياً على هذه الوظائف بحسب الكتاب المقدس بصورة بسيطة ومختصرة:
النبي: هو وسيط بين الله وشعبه. وظيفته كانت التكلم مع الناس نيابة عن الله.
الكاهن: هو وسيط بين الشعب والله ووظيفته ان يتكلم مع الله نيابة عن الشعب.
الملك: هو من يملك على شعبه وأن تكون الرياسة على كتفيه.
فمن ناحية النبوة، كان المسيح نبي بل هو نفسه كان موضوع النبوة. فشخصه وعمله هما النقطة الأساسية لنبوة العهد القديم. أقوال المسيح كانت نبوية لأكثر من بُعد ففيه أعلن تحقيق النبوات وفيه أيضاً أعلن عن نبوات المستقبل. والمسيح لم يعلن كلمة الله فحسب بل هو نفسه كلمة الله. من ناحية الكهنوت فالمسيح قام بدور الكاهن بل وبدور رئيس الكهنة أيضاً. قدم المسيح الذبيحة لمرة واحدة والى الأبد، فهو الذبيحة وهو مقدمها (كاهنها) أيضاً.
من ناحية المُلك، فالمسيح هو الملك على المؤمنين بكونه الملك الروحي الذي يملك على شعبه (المؤمنين) وله سلطان الخلاص والفداء. كانت هذه الوظائف في العهد القديم يقوم بكل منها شخص منفصل. لكن هذه الوظائف الثلاثة تملثت بشكل سام في شخص يسوع المسيح ولكي نفهم عمل المسيح بشكل تام علينا ان لا ننظر لكل وظيفة بشكل منفصل بل علينا ان ننظر إليه وهو يعمل بهذه الوظائف الثلاثة جميعا.
الخلاصة المسيح له ثلاثة وظائف رسمية. المسيح هو النبي بل هو موضوع وتحقيق نبوة العهد القديم. المسيح كاهن فهو الذبيحه وهو مقدمها. المسيح هو الملك فهو الممسوح ملكاً للملوك ورباً للأرباب. من المهم أن ننظر لأعمال المسيح من خلال وظائف المختلف جميعاً لكي نفهم أعماله ومعانيها. للتعمق أكثر في هذا الموضوع أنصح قراءة المقالة التالية.
0 تعليق على موضوع "وظيفة المسيح الثلاثية"